بقايا كنيسة وسوق يوناني وأسمها القبطي شيمون.. هنا الأشمونين
تقع الأشمونين، على بعد حوالى 50 كم جنوب غرب مدينة المنيا، كانت عاصمة للإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، أُشتق اسم المنطقة من المدينة القديمة ( خمنو ) وأطلق عليها اليونانيين (هيرموبوليس ماجنا) ، كما سماها الأقباط ( شمون ) والتي تعني مدينة المعبودات الثمانية، وكانت الموقع الرئيسي لعبادة الآله تحوت آله الكتابة والحكمة والمعرفة.
تضم الأشمونين التي تقع في مركز ملوي، آثار هامة من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية أهمها:
– تماثيل الإله تحوت: وهى على شكل قرد البابون أحد رموز الإله تحوت إله الحكمة والمعرفة وترجع إلى عصر الدولة الحديثة.
– بقايا كنيسة البازيليكا والسوق اليوناني: وهى عبارة عن مجموعة من الأعمدة من الجرانيت الأحمر ذات تيجان كورينثية وتوجد لافتة حجرية تحدد تاريخ إنشاء هذا السوق في عهد بطليموس.
وكشفت الحفائر فى أطلال الأشمونين عن كثير من الآثار المهمة من العصور المختلفة، وبخاصة أوراق البردى اليونانية وبعض الآثار البطلمية والرومانية فيها أطلال عدة معابد من عصور مختلفة، وقد عثر فيها على أحجار تدل على وجود معبد للأسرة 12 “أمنمحات الثانى”، كما عثر أيضا على المعبد الذى شيده رمسيس الثانى واستخدم فى بنائه كثيرا من أحجار كثيرة عليها نقوش وكتابات من أيام إخناتون، وقد أتوا بها من معبده بتل العمارنة، وهى أمامها بالضفة الشرقية للنيل.
وأصبح لهذه المدينة أهمية خاصة فى الدولة الحديثة، وخصوصا فى أيام الرعامسة، عندما كانت إحدى عائلاتها أقوى عائلات مصر الوسطى، وظهر من بينهم بعض كبار كهنة آمون فى طيبة فجعلوا من مدينتهم الأصلية “الأشمونين” مدينة دينية مقدسة، واستمرت على أهميتها فى العصور التالية وخصوصا عندما جاء الوشيون إلى مصر، إذ لعبت دورا كبيرا فى تلك الحروب وقاومت غزو الملك “بيعنخى” وكان لأميرها “نمرود” مواقف ذات أهمية خاصة فى ذلك الوقت الحاسم من تاريخ مصر، ومنذ العصر المتأخر أصبحت منطقة “تونا الجبل” جبانة لها.
وإلى جانب أطلال المعابد الفرعونية توجد أطلال المدينة فى أيام البطالمة والرومان، وخصوصا المعبد الذى شيده “فيليب اريديوس” أخو الإسكندر الأكبر غير الشقيق، وأجزاء من المدينة القديمة، وسوق المدينة وما زالت بعض أعمدتها الضخمة فى أماكنها.